بقلم: ماهر المحمد
المقدمة
في
السنوات الأخيرة ، ازدادت المنافسة بين الشركات بشكل كبير ، وحاولت جميع الشركات
إيجاد وإدخال ميزة تنافسية تمكنها من الفوز بالسباق في نهاية المطاف ، وبالتالي
فإن الأفكار الجديدة على مستوى الإنتاج أو حتى على مستوى الإدارة مفيدة لـموقع الشركة
في السوق. بقدر ما يمكن للشركة أن تخلق فرصًا جديدة أو تتنبأ بها ، يمكنها تحقيق
التقدم المنشود ، وهذا يجعل الابتكار/ الإبداع أمرًا حاسمًا لأداء الشركة
واستدامتها.
سعت
الشركات إلى تحويل الابتكار/ الإبداع من السلوك البشري غير المنظم وغير المنظبط
إلى عملية منهجية تتماشى مع استراتيجيات الشركات ، لضمان استدامة الابتكار/
الإبداع وتقدم الأداء. لذلك ، فإن التنبؤ بالابتكار/ الإبداع هو الكلمة الرئيسية
التي تمكن الشركات من الحفاظ على مركزها وتحقيق النمو والربح في الأسواق المتغيرة
بشكل سريع.
محتويات المقال
1. تعريف الابتكار/ الإبداع
2. تعريف القدرة على الابتكار/ الإبداع
3. تعريف إدارة الابتكار/ الإبداع
4. تعريف التنبؤ/ Forecasting
5. أهمية التنبؤ/
Forecasting
6. وسائل التنبؤ/
Forecasting
تعريف الابتكار/ الإبداع
للابتكار
العديد من التعريفات ،
التعريف
الأول :بحسب (Vyas، 2009) قال أن الابتكار/
الإبداع هو القوة الدافعة للتنمية ، وبناءً على هذا التعريف تم اقتراح خمسة عناصر
في الابتكار/ الإبداع:
1-إدخال
منتجات جديدة أو إدخال تحسينات على المنتجات الحالية.
2-إستحداث
طرق غير معروفة سابقا لتقديم السلع والخدمات.
3-الوصول
إلى أسواق جديدة
4-تطوير
مدخلات إنتاج جديدة.
5- أشكال
جديدة للشركات.
التعريف
الثاني : تم اقتراحه من قبل (OECD & Eurostat،
2005) ، الذين يصفون الابتكار/ الإبداع
على أنه تطبيق منتجات وعمليات وخطط تسويق جديدة محسّنة تنظيميًا.
التعريف الثالث: وهو
الذي طرحه العالمان هارلي وهولت (Hurley & Hult، 1998) حيث عرفا الابتكار/ الإبداع بأنه "جانب من جوانب
ثقافة الشركة والانفتاح على الأفكار الجديدة".
التعريف
الرابع: وفقًا لـ (Baregheh et al. 2009) ، "الابتكار/
الإبداع هو عملية متعددة المراحل حيث تقوم المنظمات بتحويل الأفكار إلى منتجات أو
خدمات أو عمليات محسنة ، للتقدم والمنافسة والتمييز بنجاح في أسواقها.
القدرة على الابتكار/ الإبداع ( الكفاءة الإبداعية)
قدرة
الشركة على الابتكار/ الإبداع هي قدرة الشركة على الاستخدام الأمثل اللأصول المعرفية
مثل كفاءات الأفراد والمعارف السابقة للشركة والخبرات ومعرفة السوق بالاضافة إلى استخدام
الأصول التنظيمية مثل سياسة إدارة المعرفة والتعلم ضمن الشركة التي تمكّن الشركة من إنشاء قيم مضافة إلى
استراتيجيتها بحيث يتم تضمينها في العملية الرئيسية للشركة ( Lawson
& Samson, 2001). تتيح القدرة على الابتكار/ الإبداع
للشركات إنشاء منتجات جديدة والحفاظ على مكانتها في الأسواق أثناء التغيرات في
الأسواق.
إدارة الابتكار/ الإبداع
(Amabile et al.، 1996) أوضح إدارة
الابتكار/ الإبداع على أنها "التنفيذ الناجح للأفكار الإبداعية داخل
المنظمة." , هناك علاقة قوية بين الابتكار/ الإبداع والتغيير ، ودائمًا ما
يُنظر إلى الابتكار/ الإبداع على أنه نوع من التغيير (Wojciech Lukowski,
M.Sc 2017) , يمكن وصف إدارة الابتكار/ الإبداع بأنها مزيج من إدارة الأصول
والموارد. وبالتالي ، فهي بحاجة إلى موارد وأصول ومؤهلات متعددة (Sen &
Egelhoff ، 2000).
التنبؤ/Forecasting
التنبؤ هو تقنية تستخدم في الغالب البيانات التاريخية
كمدخلات لعمل تقديرات مستنيرة تنبؤية في تحديد الاتجاهات المستقبلية. والتنبؤ هو
مدخلات لها قيمتها الواضحة في صنع القرار الاستراتيجي والسياسة والتخطيط للمستقبل خاصة في ظل ظروف تكون فيها الرؤية وشكل
السوق مظطربا أو غير واضحا حيث يصبح التنبؤ والتوقع الصحيح لحاجات الزبائن
المستقبلية هو العامل الرئيسي الذي يضمن نجاح الشركة واستمرار تدفق اربحها ونموها.
إن تقارير العمل السابقة وسجلات المشكلات وردود فعل الزبائن
كلها مدخلات ملهمة لعملية التنبؤ, ولها دور مركزي وحيوي في تنبؤ ابتكارات
جديدة لذلك فان عملية التنبؤ تحتاج إطار
ومنهجية محددة ومظبوطة لجمع البيانات ومشاركتها بحيث تقدم بيانات مستمرة وواضحة لأصحاب القرار
تساعدهم على التنبؤ بابتكارات جديدة تعزز مكان الشركة لا وبل تضمن تفوقها
أهمية التنبؤ بالابتكارأو الإبداع
الجميع ، كل شركة وكل سوق يتغيرون باستمرار. في حياة الإنسان ، الشيء الوحيد الذي
لا يتغير هو الحاجة للتغيير نفسه. يتم تعزيز هذه التغييرات في الشركات من خلال الابتكار/
الإبداع في التكنولوجيا. وبالتالي ، فإن التنبؤ بالابتكار/ الإبداع مرتبط ارتباطا
عميقا باستدامة الشركات وأدائها. لذلك يجب على صانعي القرار في المؤسسات تحديد
كيفية استخدام مواردهم لزيادة الابتكار/ الإبداع وإنتاجية العمل ودوران المخزون
واستخدام الأصول (McAfee, A., & Brynjolfsson, E. 2017).
قد يعتمد الابتكار/
الإبداع أو لا يعتمد على اختراع واحد أو أكثر ، لذلك يجب الاعتماد على إدارة
البيانات عندما تنتقل من الاختراع والذي هو عملية واحدة مثل اختراع السيارة أول
مرة إلى الابتكار/ الإبداع والذي يمثل
عملية منظمة والمثال هنا تطوير وتحديث السيارة باستمرار بافكار ابداعية بحث تلبي
حاجة الزبائن في المستقبل, بالطبع يمكنكم تخيل الفرق بين السيارة التي اخترعها
هنري فورد في القرن الماضي وبين السيارة ذاتية القيادة الموجودة حاليا لتعرفوا
كمية الابتكار/ الإبداع الموجودة في منتج واحد.
مع العلم ان هذا لا يعني أن الاختراعات تأتي بالصدفة أو
أنها لاتحتاج الى بيانات, فكثيرًا ما تعتمد الاختراعات الحاصلة على براءات
الاختراع والأعمال العلمية عالية التأثير على مجموعات غير عشوائية من المعرفة
الموجودة (Ahmadpoor, M., & Jones, B. F. 2017)
، وبالتالي فإن استخدام هذه المعرفة للتنبؤ بالاتجاهات الجديدة للابتكارات أمر
بالغ الأهمية.
كيف ندير عملية التنبؤ
قبل البدء بعملية التنبؤ بالابتكار/ الإبداعات الجديدة
يجب على صانعي القرار في الشركات البدء بوضع تصور صحيح وشامل سواء للشركة أو المنافسين
أو الزبائن وذلك بالإجابة على الأسئلة التالية:
1. في أي نوع من الابتكار/ الإبداع نحن؟
2. خصائص كل مشروع في الشركة : في تصوره
وتطويره وانطلاقه وتقييمه.
3. كيف يتم تطبيق الابتكار/ الإبداع:
اعتماد الخطط والنشر.
وبعد اتخاذ القرار باستحداث ابتكار جديد وقبل البدء
بالعمل عليه يجب على الشركة أخذ العوامل التالية بالحسبان:
1. إطلاق أفضل
حل ممكن للسوق. (جودة الحل)
2. افعل ذلك في أقصر
وقت ممكن.
3. باستخدام الحد
الأدنى من الموارد الممكنة.
4. أمن وسرية المعلومات سواء أثناء تطوير المنتج أو حتى بعد تسويقه ( تسرب المعلومات يعني فشل الابتكار/ الإبداع رغم وجود افكار وحلول وسيسات وموارد وخطط )
طرق و منهجيات التنبؤ
يمكن تصنيف المنهجيات في خمس فئات:
1. النوعية والاستكشافية: و تتضمن العصف الذهني ومجموعات التفكير ومجموعات
الخبراء ومسح السوق وطريقة دلفي والمحاكاة التاريخية لمنتج مشابه والتصور الشخصي
2. السلاسل الزمنية والإسقاطات والتي تعتمد على الأساليب الإحصائية و استقراء
الاتجاهات والترندات وكذلك تطوير خوارزميات رياضية يمكنها توقع منتجات جديدة
3. الطرق السببية: يشبه النموذج السببي النموذج الإحصائي ، لكن الاختلاف
هو أنه يوفر أيضًا العوامل المسببة للعملية التي يمكن التنبؤ بها. عادة ما يعتمد
النموذج السببي على البيانات الإحصائية المتعلقة بالسكان. يتمثل أحد عيوب النموذج
السببي في الحاجة إلى افتراض أن التأثير المسبب لن يختلف باختلاف الوقت.
4. التشابهات والمحاكاة مثل تطوير سيناريوهات لمنتجات تحاكي الترندات السائدة
أو محاكاة منتج معين وتطوير منتج يتفوق عليه بخصائص معينة كما تفعل شركات الهواتف
النقاله ذه الأيام
5. الإجماع : وهو مجموعة عمل من خبراء في مجال معين بحيث يجمع الكل
على خيار معين دون رفض أو اعتراض أي من الخبراء تفترض هذه المنهجية أن الإتفاق
الشامل بين مجموعة الخبراء يشكل آلية صالحة للتنبؤ
الخلاصة
·
لن تكون التوقعات دقيقة بنسبة 100٪ أبدًا ولكنها ضرورية لأي مشروع ابتكار
أو خطة عمل.
·
تكون التوقعات أكثر دقة على المستوى الإجمالي منها بالتفصيل مثلا نتوقع
الحاجة الى روبوتات صغيرة لمرضى الأمراض المزمنة ولكن كيف سيكون شكل الروبوت وكيف
ستكون خصائصها التشغيلية هذا لن يكون دقيقا 100%
·
خبرة المنظمة في التنبؤات التشغيلية بأساليب منظمة ومتقنة ، تولد المعرفة
والخبرة لمشاريع الابتكار.
·
يعد قياس عدم دقة التنبؤات أمرًا أساسيًا لتحسين العملية (عملية التقييم -الدروس المستفادة
- نظام إدارة المعرفة)
في مقال اخر سنعرض طرق التنبؤ
بالتفصيل مع الأمثلة
تعليقات
إرسال تعليق